الجمعة، 15 مارس 2013

بين الإسلامية والعلمانية شعارات لا تتوقف ... مقال

العدل أساس الملك


بسم الله الرحمن الرحيم .

" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ " . صدق الله العظيم .


نحن الأن علي أرض واحدة وتحت سماء واحدة ونتنفس هواء واحد في بلد واحد أسمها " مصر " , في هذا الوقت وبعد أحداث ثورة عظيمة ثورة 25 يناير للعام الجاري 2011 وعبورنا الحاجز الأول والأهم في اسقاط نظام مازلنا في طريقنا في زواله إلي الأبد .
ثورة شارك بها من شارك وقُتل فيها وسقط شهداء من خيرة شباب مصر و ورودها .

بعد رحيل مبارك عن الحكم تولي حكمنا ولا يزال المجلس الأعلي للقوات المسلحة .. تعهد أمامنا أنه سيحكم لمدة 6 أشهر حتي تتم انتخابات مجلسي الشعب والشوري والإنتخابات الرئاسية ، بغض النظر عن إختلافي أو توافقي في هذا القرار وهل المدة كافية أم لا , ولكن جميعا نتفق أن الحاكم الأن هو الجيش , عمد الجيش إلي تغيير بعض مواد الدستور بتشكيل لجنة برئاسة المستشار طارق البشري ، وقامت اللجنة بتعديل وإضافة بعض المواد لتسيير العملية الإنتخابية مع إلزام القادم من مجلس شعب أو رئيس بوضع دستور جديد للبلاد ، وأيضا بغض النظر عن مدي إتفاقي أو إختلافي مع توقيت وضع دستور جديد للبلاد قبل أو بعد الإنتخابات ولكن علي كل حال هذا ما حدث .


رسالة إلي الجيش

http://www.facebook.com/note.php?note_id=156522487736255


 اللجنة والجيش لم يتطرقوا أبدا للتغير المادة الثانية للدستور الحالي والتي نصها

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2011/02/20/117624.html


راحت جهات ومؤسسات وصفحات علي (الإنترنت) من كلا الرأيين ، مع أو ضد تغير المادة الثانية ، وأتكلم عن نفسي فقد وجدت صفحتين هنا علي الفيس بوك بنفس الصيغة ( تغيير المادة الثانية للدستور مادة الشريعة الإسلامية ) وقبل كل صفحة واحدة ب" نعم " والأخري ب " لا "  هذا بالأضافة إلي الجروبات التي تمت إضافتى لها بها تحت نفس المعني من الطرفين - مع العلم أنه لم يتم الحديث مطلقا من قبل الجيش أو لجنة تعديل الدستور عن هذه المادة - ولكن ماذا حدث ؟!

طبقا لما هو سائد في واقعنا الأن للأسف تحت العنوان الكبير " الفوضي وقانون إثبات الحالة " لأخذ الحقوق بلوي دراع الدولة والشعب المسكين دائما ، تمت التحركات وحشد وتجيش الناس من الطرفين ونسينا شيئا هاما أننا في الأساس وعلي أرض الواقع لا نتحدث عن تلك المادة ولكن نتحدث عن مواد أخري ، راحت ضحية هذه الحالة الغريبة التي سادت وتصدرت الصورة ، ربما كثير من الناس العاديين وغير العاديين أو ( المثقفين ) والمتعلمين للأسف لو سألته الأن عن تعديل الدستور الذي من المقرر أن ينزل للاستفتاء به بعد أيام ، سيجيبك بأنه أهم حاجة ميغيروش مادة الأسلام من الدستور !!


البعض قالها إسلامية إسلامية ، الأخر علمانية علمانية ،  البعض قبطية قبطية ، يمكن حد عاوز يقول فرعونية فرعونية أو حتي بهائية بهائية !!
ولكن أين الحقيقة الأن ؟!

الحقيقة أننا نرد بقلبونا وبألسنتنا هذه الشعارات .. الحقيقة أننا الأن في دولة أسمها " مصر "


التعداد الأكبر :

من المسلمين .


 تاريخا وحضاريا :

 فرعونية مسيحية إسلامية - وبعض من الحضارة الرومانية واليونانية غير حضارات بلاد الأحتلال المختلفة - .


عقائديا :
 هناك مسلمون ( سنة وشيعة ، إخوان وسلف وصوفية ,، لا ينتمون إلي جماعة ) - مسيحيون (  أرثوذوكس
, كاثوليك و  بروتوستنت ) - بهائيين - ملحدين ..

سياسيا :

 مثل هرم قمته السياسون الذين يضعون سياسة البلد إلي قاعدته العوام من الناس بلا أي خلفية سياسية .

والحقيقة الثابتة أنك لم ولن تستطيع أن تكتم أفواه الناس عن التعبير عن أرائهم .

هذه هي الحقائق التي ربما نعلمها ربما لأ أو ربما نتجاهلها لشئ ما في إنفسنا .

في ظل الشعارات الكثيرة التي تنطلق كثير من ( المصريين ) لا يعلمون شيئا و كلمة هنا تأتي بهم وأخري هناك تجذبهم .

هناك علامات استفهام وتعجب لدي أغلب الناس حتي التي تطالب وتصرخ بتلك ومن حق أي أحد أن يسأل ويستفسر الذي يقول تلك الشعارات عن رؤيته الفعلية علي أرض الواقع هل يملك تلك النظرة المستقبلية لماذا بعد ?! لأن وإن كان الناس لم تسأل النظام السابق هذه الأسئلة فإنهم سيسألون أي شخص يتكلم الأن , وعلي الرغم من وجود المادة الثانية فإن الكثير والكثير في الدستور والقوانين التي كانت تناقض تلك المادة !!


من ضمن هذه الأسئلة والإستفسارات .
* هل سيكون هناك دستور مدني لدولة أم لا يوجد دستور وإذا وجد دستور ما هو مصدر تشريعة وهل سيطبق بحذافيره أم لا وهل سيطبق أيضا علي غير أتباع هذا الدين ?!
* ما هو تصوركم للأقليات الدينية كانت أو العقائدية ?!
* ما هو تصوركم لحرية الرأي والتعبير والصحافة وتداول المعلومات للجميع ?!
* ما هو تصوركم للسياسة أو الإقتصاد أو التعليم أو السياحة والأثار وما يتبعها من وجود فنادق و و و وما هي خططكم و وسائلكم العملية في حال وقف السياحة  ما هي تلك الوسائل في دخل الأفراد المباشر والغير مباشر من السياحة ?!
* ما هو موقفكم من بناء دور العبادة ؟!
* ما هو موقفكم من حرية إفصاح عن العقيدة والدعوة لها ?!
* ما هو برنامجكم الأمني الداخلي والخارجي ?!
* ما هو موقفكم من المعاهدات والإتفاقات الدولية التي أبرمتها مصر ?!
* كيف ستتعاملون مع أمريكا وأسرائيل وإيران والعرب وافريقيا ودول شرق أسيا وأمريكا اللاتينية ?!
* ما هو موقفكم من الفن بأشكاله وألوانه والرياضه ?!
* ما هو موقفكم من البنوك والبورصة وسوق المال ?!
* ما هو موقفكم من الاستفتاءات والإنتخابات  ?!

هذه مجرد أمثلة للذي يدور في أذهان الجميع و تريد نقاط واضحة محددة  لأنه حق لهم . الكثير والكثير من الأسئلة وعلامات التعجب التي من حق أي طرف أن يطرحها الأن علي الطرف الذي ينادي بالشعارات والتي أساسا ليست وقتها ولكنهم أصحاب فكرة الطرح ، الدولة بتشعبها وتعقيداتها وإرتباطاتها الحديثة المتشابكة خارجيا وداخليا تحتاج إلي قانون وصياغة تواكب هذه التحديات ليست بالأماني والكلام فقط تبني الدول ولكن بالرؤية الواضحة المحددة المستقلة الموافق عليها من قبل الأغلبية لضمان الشرعية والأستقرار والمستقبل , إما هذا أو إما الفوضي في كل شئ وإلي ما شاء الله ، نحن في وقت عصيب مرير ومفترق طرق إما أن نأخذ سهم الإتجاه الصعودي أو العكس والأن نقف عند نقطة البداية وبيدكم الأختيار ولكن ملحوظة قبل أن تنطلقوا عليكم جيدا أن تنتبهوا بمجرد إنطلاقكم خيار العودة غير متوفر لهذه النقطة .

وهل شفع لأبي لهب ولادته وحياته في أرض إسلامية وهل شفع لأبي لهب أنه عم الرسول ?!
وهل لا يشفع للمسلمين في الأراضي غير الإسلامية ?!
" كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام " .


بقلم

الحسين رجب ذكي


7 / 3 / 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق