الاثنين، 18 مارس 2013

جزء عمّـ ... قصة قصيرة






" يبدو أن الثورة قد غَيرت التأخير المُقدَس للقِطارات في بلادنا فقد
جاء القطار في ميعاده هذه المرة ! " هكذا تحدث غريب إلي نفسه .

لا يملك تذكَرة بمكان محدد ، يجلس في عربة ثم ينتقل إلي التى تليها ، بعدها ببضع دقائق صوت مُشاجرة بين رجل ذو صوت فخيم و صبي يصرخ بين يديه ، فى البداية لم يهتم كثيرا جلس وأخرج كتابه للقراءة وهاتفه المحمول وقِرطاس ممتلئ بالفول السوداني ، تدّخل بعض الركاب لينهروا الرجل الذي كان يريد أن يُنزل الصبي بحجة أنه قد يسرق شيئا .

صرخ الصبي  فى وجهه نافيا مزاعمه و مؤكدا أنه راكب عادي و لا يبيع شيئا أو يسرق أخر .


  (عبد الرحمن ) أسمر البشرة ناعم الشَعر يحمل كيسا بلستيكيا به كُتيب من القرآن ( جزء عمّ يتسألون ) ، يجلس بالجوار و يبادر بفتح حديث مع غريب ، يسأله الصبي عن الهاتف المحمول فيعرف غريب كل شئ عن قصته الإنسانية .

عرف يتم الصبى وقصة وفاة كل من الأب والأم ، ثم الانتقال والحياة مع الجدة وخروجه من التعليم بعد رسوبه المتكرر وعدم وجود مبلغ الخمسمائة جنيها المطلوبه لدخوله مدرسة أخري .

يستيقظ من النوم في يومه العادي قبل الظهر بقليل يقضي ما تحتاجه جدته من طلبات بعد ذلك يصطحبها للصلاة في المسجد ثم يقضي يوما عاديا بدراجته القديمة ، كان في طريقه إلي خَالته التي تسكن في إحدي قري ( إسنا) وكيف أنه ركب ذلك القطار دون تذكرة واستعطف الكُمسري في ذلك .

عرض غريب عليه بعض من الفول السوداني ، في البداية رفض شاكرا ثم وافق مع الإلحاح .

راح الصبى يبحث عن شئ يُلقي به القِشر حتي لا يتسخ المكان !

أكمل قصته وكيف أنه لا يُريد أن يدخل بيت خالته ليلا وأنه مضطر أن يبيت في المحطة حتي الصباح خوفا من بطش زوج خالته بهما سويا ، وخوفا من مقابلتها له في مثل ذلك التوقيت فيَضيق صدرها لتلك الزيارة والتي يبدو أنها غير مَرغوب بها وخصوصا مع تذكّره كلامها ( بعد ما يموت أبوك وأمك محدش هينفعك غير نفسك ) .

كان يذهب لزيارتها كل فترة مع كل هذه الصعوبات وعدم الترحيب من زوج الخالة ، كل ما يملكه عبد الرحمن جنيها واحدا ، وقد أبتاع به جزء القرآن مع كيسه البليستيكي هما الأن كل ثروته .. !


سأل غريب الصبى عن الثورة بما أنه قاهري المَسكن ليجيبه أنه صغير لم يستطع أن يذهب لأنه لا يملك بطاقة وكان يريد أن يغمس أصبعه في الحِبر الأحمر !

يبتسم الراكب قائلا لا أقصد الاستفتاء بل الثورة !

ينظر الصبي له متعجبا من العبارة و وقعها عليها ، ثم بادره بالسؤال عن معرفته أساسا برحيل مُبارك ، فأجابه أنه لا يعلم عن ذلك شيئا فقط شاهد صورته وهو حزين في أحد الجرائد وتسأل متعجبا لماذا رَحَل ؟!

تذكر عبد الرحمن ذلك اليوم الذي كان يملك فيه لعبته ونام في القطر ليستيقظ و لم يجدها فأتهم النساء من حوله بالسرقة فأجمعوا عليه وضربوه ضَربا مبرحا ، كان بين الحين والأخر يُخرج القرآن ليقرأ منه وكأنه يريد أحدا أن يستمع له وأن يصحح له نطق الحروف ، عرض غريب أن يشتري له طعاما فرفض رفضا شديدا مع الشكر الجميل .



قاطع الحديث راكب في الصِف الأخر يحمل طفله فبدأ عبد الرحمن في مُداعبة الطفل واللعب سويا بفرحة وابتسامة علي  وجهيهما ،تركهما فى فرحتهما وراح فى نوم عميق لم يستيقظ إلى فى محطة الوصول لينظر بالجوار فلم يجد إلا جزء القرآن بجوار قرطاسه .




بقلم :



الحسين رجب ذكي .

28/3/2011

الأحد، 17 مارس 2013

للمرة الأخيرة ... قصة قصيرة .




لا يحب الانتظار !
هي عادة من ضمن العادات القليلة التي ورثها عن والده ، يذهب لحجز تذكرة قطار بعد الفجر حيث لا أحد يزاحمه علي شباك التذاكر ، لا يدري ما هي وجهة رحلته التي ستشهد حدثه الأخير مع ما يحب .

في برودة الجو ومواه قطة نحيفة سوداء اللون تشكو الجوع و ربما فقدان رضيعها يسأله موظف المحطة عن ميعاد وإتجاه رحلته ، لحظات من الصمت يدور بذهنه الكثير من ضمنها الإجابات التى يريد الموظف سماعه !

" أول قطار إلي الأسكندرية " هكذا كانت الإجابة فالبلد هي أبعد مكان يستطيع القطار الوصول إليه والزمان يلائم عادته في عدم الانتظار ...


بضع دقائق مرت حتى أطلق القطار صفيره وكأن القدر يريد أن يساعده في ما قرر فعله وجنبه ما يكره أكثر من أي شئ ...


بدأت رحلة القطار اليومية ورحلته الأخيرة مع ما يحب مع الكتابة ، لا يحب الأقلام والورق ليكتب ويستبدلهما بالكتابه علي الهاتف ، فكرة أنه سيودع ما يحب لأخر مرة كفيلة لوحدها لكتابة كتب وليس مجرد كلمات ولكن لا أفكار تأتي لزيارته الأن ...!


" اللعنة ... ! " هكذا تحدث إلي نفسه .

طلب فنجان من القهوة ومع تراقص دخان سيجارته الأولي بدأت فكرة كتابته عن الحياة والموت وكيف أنهما أيضا يشتركان معه في كره الانتظار ، مع إشعاله لسيجارته الثانية تذكر حبه الأول لتلك الفتاة التي أحب ضحكتها تذكر كيف كان ساذجا عندما ظن أن ما كان يشعر به هو الحب ، لو لم تكن تلك المرة الأخيرة التي سيكتب بها ما كان ذكر تلك الفتاة الرقيقة التي كانت معجبة به وتركها دون أن يعرف أحد بأي ذنب تُركت ... !


باغته الصداع السخيف الذي يأتي له عند التركيز في شئ ما لمدة طويلة أثر تقدم عمره وحاجة عيناه لنظارة طبية وعدم الاكتراث بإجابه ذلك الاحتياج المؤلم ...


بعض المسكنات وجدها في جيبه كانت كفيلة بتولي الأمور وكأن القدر صديق حميم هذه الليلة علي عكس العادة !

بعض قطرات الندي تداعب الزجاج بالجوار وأطفال علي الصف الأخر عكسه نائمون في سلام !


علاقته بمديره والتي ميزها الشد والشد فلا جذب كان بينهما اطلاقا ، أنتهي به الأمر إلي تركه للعمل خوفا من أن يتطور الأمر وهو لا يحب أن يقضي بقيه حياته يحاكم لقتل من هو فى خسته .


لم يدر كم من الوقت مر أو يبق على الوصول بالتحديد ولا كم من الأشخاص والمواقف التي تستحق الذكر والاحتفال معه في قراره الأخير !


صف من أعمدة الإنارة تتسابق مهرولة بالجوار في الاتجاه المعاكس ، صافرة القطار تصرخ في الأمام دون توقف ، مكان الوصول لم يأت ميعاده بعد ..

لحظات فكانت شاشه هاتفه تعلن الحداد فجأة دون أن يضغط علي زر الحفظ  !



بقلم

الحسين رجب زكى

14/8/2012

السبت، 16 مارس 2013

العاشرة صباحا ... قصة قصيرة




يطبع قبلة رقيقة
علي جبينها ، ربما تكون الأخيرة ولكنها ولا شك الأولي بهذا الحنين وأمل اللقاء ، جاهدا يمنع دموعه من التسلل على خديه ، يمسك يدها لايريد أن يتركها إلي الأبد لحظات قبل دخولها إلي غرفة العمليات لإزالة ورم صغير في أحد ثدييها .

" نحمد الله فاكتشاف والدتك للمرض جاء مبكرا والتحاليل تطمئننا علي عكس مرض جدتك والذي قضي عليها لا تقلق .... "
أخر كلمات قد تلقاها من الجراح قبل دخوله لغرفة العمليات بلحظات .
في تمام العاشرة ينغلق باب الغرفة ويبدأ هو

"
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ....."



انها المرة الأولى التى يفترقا كل هذه المدة ، كانتا قبل ذلك الخلاف مباشرة في قمة صداقتهما ذات الخمس سنوات أو أكثر ، كتمان الأسرار لم يعرف له طريقا بينهما ، انتظرت مكالمتها في اليوم التالي ولكن دون جدوى ، مر أسبوع على هذا الحال ، اليوم هو عيد ميلاد صديقتها - التردد كان سمة الموقفين - موقف شراء الهدية بالأمس وموقف تقديمها اليوم ،
تمام العاشرة ميعاد بدأ المحاضرة أتت فى الميعاد ولكن المحاضر قد تأخر اليوم علي غير العادة ، تتفحص وجود الصديقة في أخرالصف ومكانها الفارغ بالجوار , تتقدم نحوها ببطئ ، ربما ستقابلها صديقتها بالسلام والأسف ، ربما ستدير وجهها الناحية الأخري ، ربما تفكر في شئ ما وغير منتبهة لدخول الصديقة من الأساس ، مر كل ذلك سريعا بعقلها لتجد نفسها أمامها وتقول
" كل سنة وأنتِ طيبة وحشتيني ...!"



يصل عيادته في تمام العاشرة إلا الربع ، يجد مدام فيروز بالخارج في انتظاره يسلم عليها مبتسما ، يدخل غرفته ويشرب قهوته المفضلة قبل الإذن ببدأ الكشف ، لا شك وقت الانتظار مرعليها طويلا جدا ، فاليوم إما أن تطرح سخرية وتهكم أخت الزوج وأهله أرضا طوال خمس سنوات زواج بلا حمل ، أو تنتظر وقتا أخرا تحت تأثير ذلك الإرهاب النفسي الشديد ، قد لا تحتمله مستقبلا وخصوصا بعد بزوغ بعض أشعة الأمل منذ أسبوعين وفي نفس المكان ، يقطع ذلك العصف الذهني صوت الممرضة " أتفضلي يا مدام الدكتور في انتظارك ".

أعاد التحية والسلام عليها مداعبا أياها بأنها منضبطة أكثر من ساعة ( بيج بن ) نفسها ، تتقبل الدعابة بأريحية وابتسام .

" أتفضلي علي سرير الكشف وإن شاء الله خير "

ساعة الحائط تطلق صفيرها معلنا تمام العاشرة .

" ألف مبروك يا مدام حضرتك حامل ....."




10/5/2011


الجمعة، 15 مارس 2013

موعد انتحار ... قصة قصيرة .







( 12 ظهرا)

31/12/2010


اللعنة ما قيمة الحياة وأنا لا أملك من ترفها أي شئ ؟!

ترف ؟!

ما معني تلك الكلمة أصلا طوال حياتي لا أملك حتي ضمان حصولي علي وجبتي اليوم - لا تصدق من يقول أن اليوم يحتمل ثلاث وجبات فهم يا إما ينعمون في خير (مامي) وإما ينعمون في خير (بابي) ليست هناك احتمالات أخري صدقني -.

لا أذكر بالتحديد تاريخ وفاة أبي ولا أذكر حتي ملامحه أما أمي فقد أرتكبت خطأها الأخير بأنها قد أتت بي إلي هذه الدنيا ثم رحلت عني وعنها بلا عودة .

مجرد غرفة حقيرة أعلي عمارة الحاج فهيم في أخرالزقاق وهاتف محمول قد وجدته بجوار خط السكة الحديد أثناء تسكعي المعتاد مع الرفاق في الفقر والمصير من القطط والكلاب الضالة لم أرد علي أي أرقام قد أتصلت علي هذا الهاتف لأني لم أنو إرجاعه لصاحبه وكذلك لم يكن به أي رصيد ، سجلت عليه أرقام معينة علي أمل لا أعرف ماهيته بالتحديد .


الانتحار !

يمكن أن يكون حلا سحريا لكل ما حولي من مشاكل لن يكلفني الأمر مليما واحدا فقط قفزة في ماء النيل علي بعد عشر دقائق مشي من مسكنى ولن أضطر إلي حمل أي هموم من مأكل ومشرب واستريح من النار التي تشعل صدري كلما رأيت الست خديجة الأرملة الفاتنة صاحبة محل القماش أول الزقاق الذي انتقل إليها بعد وفاة زوجها .


ولكن ماذا بعد الانتحار ?! ما هو مصيري الكل يتحدث عن النار في الأخرة واللعنة من الله أما عن الدنيا فلن يهتم أحد بغيابى كما لم يهتم أحد بحضورى سابقا .




( 6 مساءا )


31/12/2010


" كالعادة يا أمين فاشل في أخذ أي قرار حتي قرار النهاية تخاف من إتخاذه علي الرغم من أنك لن تشعر بفرق شاسع قبله أوبعده  بالعكس كما قلت لك منذ ساعات أنك سترتاح من كل آلامك اليومية المعتاده " هكذا حدثته نفسه .

اليوم هو أيضا ليلة رأس السنة والصخب يملأ الشوارع والفنادق العائمة لن يشعر بك أحدا ولن يشعرون بأثر الصوت الناتج عن ارتطام جسدك النحيل بالماء عليك التفكير بجدية .



(12:15 صباحا )


1/1/2011

تبا لهذا السقيع أطرافي تكاد تتجمد وتتشقق وأنا في طريقي الأخير في ميعادي الأخير ، بالتأكيد الأن هناك مولود يصرخ صرخاته الأولي في الحياة وينعم بكل الدفء بالتأكيد أنه سيكون من المحظوظين الذين سيعرفون أن لليوم ثلاث وجبات !

ربما يمارس المعلم فاهيم الحب الأن مع إمرأته الشابه دلال بعد وصلة السباب الصباحية التي يلقيها عليّ وعلى أمثالي من المستأجرين الذين لا يدفعون أجرة المبيت إلا مرة في العام ولا يستطيع طردنا في نفس الوقت بالتأكيد سيفرح برحيلي إلي الأبد !

ربما الست خديجة تراجع حسابات المحل ممسكه بكوب من الشاي الساخن !



(12:30)


1/1/2011



صوت نغمة الرسالة علي هاتفه تخرق السكون المحيط ، يؤجل قرأتها حتي الوصول إلي المكان الأخير له علي الأرض ، يخرج هاتفه ليقرأ نص الرسالة ولا يصدق ما بها - الشركة تهديه نصف ساعة هدية بمناسبة العام الجديد - فكر طويلا بمن يهاتف في هذه الفرصة !


أيهاتف المعلم فهيم ويزعجه في دفئه مع إمرأته ويخبره بحقيقة إتيان محروس صبي القهوة إلي شقته أثناء غيابه !

أم يهاتف الست خديجة ليخبرها بناره وحبه و ولعه بها وبجمالها وأنه علي بعد خطوات من النهاية للأبد !

أم يهاتف صاحب ذلك الهاتف المفقود ليطلب منه العفو قبل الرحيل لعل هذا ينفعه بعد ذلك !

أم يهاتف ذلك الطفل الذي صرخ صرخاته الأولي منذ قليل ليخبره أنه ربما يكون أسعد حظا ممن يعرفون أن اليوم به ثلاث وجبات - لكنه لا يملك رقم الطفل حتي لو أمتلك رقمه هل سيفهمه !؟ -

ما كل هذا الهراء ما أشد الصداع الذي سيفتك برأسي الأن مع برودة الجو .


سأهاتف خديجة هي من أريد أن أسمع صوتها قبل الرحيل وبينما هو يضغط علي زر الإتصال وضربات قلبه تزداد بسرعة وضع السماعة علي هاتفه ليسمع جملة

( عفوا رصيدكم الحالى غير كاف لإتمام المكالمة يرجي الشحن ومعاودة الاتصال)

ينظر في لهفة إلي الساعة ليجدها

( 1:01 صباحا )

1/1/2011




( تمت)



بقلم

الحسين رجب


17/1/2011

المقالات ( الأعمال الكاملة )




بين الإسلامية والعلمانية شعارات لا تتوقف .. مقال

http://alhusseinragab.blogspot.com/2013/03/blog-post_9281.html




بين ذكرى ثورة و بناء أخرى ( عفوا المجلس العسكرى) ...!

http://alhusseinragab.blogspot.com/2013/04/blog-post.html

أعمال وكيف قرأتها ..

بين الإسلامية والعلمانية شعارات لا تتوقف ... مقال

العدل أساس الملك


بسم الله الرحمن الرحيم .

" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ " . صدق الله العظيم .


نحن الأن علي أرض واحدة وتحت سماء واحدة ونتنفس هواء واحد في بلد واحد أسمها " مصر " , في هذا الوقت وبعد أحداث ثورة عظيمة ثورة 25 يناير للعام الجاري 2011 وعبورنا الحاجز الأول والأهم في اسقاط نظام مازلنا في طريقنا في زواله إلي الأبد .
ثورة شارك بها من شارك وقُتل فيها وسقط شهداء من خيرة شباب مصر و ورودها .

بعد رحيل مبارك عن الحكم تولي حكمنا ولا يزال المجلس الأعلي للقوات المسلحة .. تعهد أمامنا أنه سيحكم لمدة 6 أشهر حتي تتم انتخابات مجلسي الشعب والشوري والإنتخابات الرئاسية ، بغض النظر عن إختلافي أو توافقي في هذا القرار وهل المدة كافية أم لا , ولكن جميعا نتفق أن الحاكم الأن هو الجيش , عمد الجيش إلي تغيير بعض مواد الدستور بتشكيل لجنة برئاسة المستشار طارق البشري ، وقامت اللجنة بتعديل وإضافة بعض المواد لتسيير العملية الإنتخابية مع إلزام القادم من مجلس شعب أو رئيس بوضع دستور جديد للبلاد ، وأيضا بغض النظر عن مدي إتفاقي أو إختلافي مع توقيت وضع دستور جديد للبلاد قبل أو بعد الإنتخابات ولكن علي كل حال هذا ما حدث .


رسالة إلي الجيش

http://www.facebook.com/note.php?note_id=156522487736255


 اللجنة والجيش لم يتطرقوا أبدا للتغير المادة الثانية للدستور الحالي والتي نصها

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2011/02/20/117624.html


راحت جهات ومؤسسات وصفحات علي (الإنترنت) من كلا الرأيين ، مع أو ضد تغير المادة الثانية ، وأتكلم عن نفسي فقد وجدت صفحتين هنا علي الفيس بوك بنفس الصيغة ( تغيير المادة الثانية للدستور مادة الشريعة الإسلامية ) وقبل كل صفحة واحدة ب" نعم " والأخري ب " لا "  هذا بالأضافة إلي الجروبات التي تمت إضافتى لها بها تحت نفس المعني من الطرفين - مع العلم أنه لم يتم الحديث مطلقا من قبل الجيش أو لجنة تعديل الدستور عن هذه المادة - ولكن ماذا حدث ؟!

طبقا لما هو سائد في واقعنا الأن للأسف تحت العنوان الكبير " الفوضي وقانون إثبات الحالة " لأخذ الحقوق بلوي دراع الدولة والشعب المسكين دائما ، تمت التحركات وحشد وتجيش الناس من الطرفين ونسينا شيئا هاما أننا في الأساس وعلي أرض الواقع لا نتحدث عن تلك المادة ولكن نتحدث عن مواد أخري ، راحت ضحية هذه الحالة الغريبة التي سادت وتصدرت الصورة ، ربما كثير من الناس العاديين وغير العاديين أو ( المثقفين ) والمتعلمين للأسف لو سألته الأن عن تعديل الدستور الذي من المقرر أن ينزل للاستفتاء به بعد أيام ، سيجيبك بأنه أهم حاجة ميغيروش مادة الأسلام من الدستور !!


البعض قالها إسلامية إسلامية ، الأخر علمانية علمانية ،  البعض قبطية قبطية ، يمكن حد عاوز يقول فرعونية فرعونية أو حتي بهائية بهائية !!
ولكن أين الحقيقة الأن ؟!

الحقيقة أننا نرد بقلبونا وبألسنتنا هذه الشعارات .. الحقيقة أننا الأن في دولة أسمها " مصر "


التعداد الأكبر :

من المسلمين .


 تاريخا وحضاريا :

 فرعونية مسيحية إسلامية - وبعض من الحضارة الرومانية واليونانية غير حضارات بلاد الأحتلال المختلفة - .


عقائديا :
 هناك مسلمون ( سنة وشيعة ، إخوان وسلف وصوفية ,، لا ينتمون إلي جماعة ) - مسيحيون (  أرثوذوكس
, كاثوليك و  بروتوستنت ) - بهائيين - ملحدين ..

سياسيا :

 مثل هرم قمته السياسون الذين يضعون سياسة البلد إلي قاعدته العوام من الناس بلا أي خلفية سياسية .

والحقيقة الثابتة أنك لم ولن تستطيع أن تكتم أفواه الناس عن التعبير عن أرائهم .

هذه هي الحقائق التي ربما نعلمها ربما لأ أو ربما نتجاهلها لشئ ما في إنفسنا .

في ظل الشعارات الكثيرة التي تنطلق كثير من ( المصريين ) لا يعلمون شيئا و كلمة هنا تأتي بهم وأخري هناك تجذبهم .

هناك علامات استفهام وتعجب لدي أغلب الناس حتي التي تطالب وتصرخ بتلك ومن حق أي أحد أن يسأل ويستفسر الذي يقول تلك الشعارات عن رؤيته الفعلية علي أرض الواقع هل يملك تلك النظرة المستقبلية لماذا بعد ?! لأن وإن كان الناس لم تسأل النظام السابق هذه الأسئلة فإنهم سيسألون أي شخص يتكلم الأن , وعلي الرغم من وجود المادة الثانية فإن الكثير والكثير في الدستور والقوانين التي كانت تناقض تلك المادة !!


من ضمن هذه الأسئلة والإستفسارات .
* هل سيكون هناك دستور مدني لدولة أم لا يوجد دستور وإذا وجد دستور ما هو مصدر تشريعة وهل سيطبق بحذافيره أم لا وهل سيطبق أيضا علي غير أتباع هذا الدين ?!
* ما هو تصوركم للأقليات الدينية كانت أو العقائدية ?!
* ما هو تصوركم لحرية الرأي والتعبير والصحافة وتداول المعلومات للجميع ?!
* ما هو تصوركم للسياسة أو الإقتصاد أو التعليم أو السياحة والأثار وما يتبعها من وجود فنادق و و و وما هي خططكم و وسائلكم العملية في حال وقف السياحة  ما هي تلك الوسائل في دخل الأفراد المباشر والغير مباشر من السياحة ?!
* ما هو موقفكم من بناء دور العبادة ؟!
* ما هو موقفكم من حرية إفصاح عن العقيدة والدعوة لها ?!
* ما هو برنامجكم الأمني الداخلي والخارجي ?!
* ما هو موقفكم من المعاهدات والإتفاقات الدولية التي أبرمتها مصر ?!
* كيف ستتعاملون مع أمريكا وأسرائيل وإيران والعرب وافريقيا ودول شرق أسيا وأمريكا اللاتينية ?!
* ما هو موقفكم من الفن بأشكاله وألوانه والرياضه ?!
* ما هو موقفكم من البنوك والبورصة وسوق المال ?!
* ما هو موقفكم من الاستفتاءات والإنتخابات  ?!

هذه مجرد أمثلة للذي يدور في أذهان الجميع و تريد نقاط واضحة محددة  لأنه حق لهم . الكثير والكثير من الأسئلة وعلامات التعجب التي من حق أي طرف أن يطرحها الأن علي الطرف الذي ينادي بالشعارات والتي أساسا ليست وقتها ولكنهم أصحاب فكرة الطرح ، الدولة بتشعبها وتعقيداتها وإرتباطاتها الحديثة المتشابكة خارجيا وداخليا تحتاج إلي قانون وصياغة تواكب هذه التحديات ليست بالأماني والكلام فقط تبني الدول ولكن بالرؤية الواضحة المحددة المستقلة الموافق عليها من قبل الأغلبية لضمان الشرعية والأستقرار والمستقبل , إما هذا أو إما الفوضي في كل شئ وإلي ما شاء الله ، نحن في وقت عصيب مرير ومفترق طرق إما أن نأخذ سهم الإتجاه الصعودي أو العكس والأن نقف عند نقطة البداية وبيدكم الأختيار ولكن ملحوظة قبل أن تنطلقوا عليكم جيدا أن تنتبهوا بمجرد إنطلاقكم خيار العودة غير متوفر لهذه النقطة .

وهل شفع لأبي لهب ولادته وحياته في أرض إسلامية وهل شفع لأبي لهب أنه عم الرسول ?!
وهل لا يشفع للمسلمين في الأراضي غير الإسلامية ?!
" كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام " .


بقلم

الحسين رجب ذكي


7 / 3 / 2011

رواية السنجة ..



ثانى عمل أقرأه للدكتور أحمد خالد توفيق بعد يوتوبيا .
للأسف الرواية ضعيفة جدا لم ترق الى مستوى الكاتب ولا الضجة التى أثيرت حولها .. استوقفنى جملة فى مقدمة الرواية عندما شكر الكاتب شخصا ما ساعده على استكمال الرواية والتى كانت لن تُستكمل .. الرواية بدأت بأهم حدث لها ثم انتقلت الى الكثير من التشتت والكثير من الشخصيات التى لا تعرف مدى الربط الحقيقى بينها .. عدم وجود بطل جعل الرواية مملة وفقدت التشويق وبناء رابط وتعاطف بين القارئ والبطل .. الزج بالثورة جاء مبتذلا جدا من الممكان ان نحذف هذا الجزء ولن يتغير شيئا .. النهاية جاءت غير موفقة اطلاقا نهاية سهلة ولا ترقى لأن تكون من كاتب بهذا الحجم .

رواية أتمنى نسيانها سريعا .


21/1/2013




قمر على سمرقند



أول عمل أقرأه للكاتب .. عمل فى غاية الإمتاع والحرفية .. على الرغم من أن العمل أكثر من 700 صفحة إلا أنك لا تشعر بالملل إطلاقا .. أكاد أجزم أن العمل يعتبر روايتين أو أكثر فى عمل واحد .. انتقاء الشخصيات كان فى غاية الدقة والتمكن .. كل شخصية استطاع الكاتب أن يرسم ملامحها وصراعاتها دون تكلف .. لمحات من التاريخ الغير دخيل بفجاجة على العمل أعطى له العمق المطلوب والترابط الجميل بين العمل الأدبى والواقع الذى حدث فيه ..عمل من الصعب نسيانه من الصعب عدم الاعتراف بما قدمه لى من تراث لغوى وجغرافى .


3/2/2013

الأربعاء، 13 مارس 2013

خالتى صفية والدير ..



أول رواية أقرأها للكاتب الكبير بهاء طاهر .. أسلوب الكاتب فى غاية الرشاقة والرقة ..لم يكم هناك استرسال أكثر من اللازم فى أحداث الرواية ..استطيع بحكم أنى أكتب القصة القصيرة أن أرى تأثر الكاتب بهذا الفن بوضوح فى الكثير من العناصر التى ظهرت هنا كالتكثيف والتركيز ..الراوى أو الطفل الصغير كان فى غاية التوفيق فى جميع المسارات والمنحنيات فى القصة .. لمس الى حد بعيد الكثير من العادات الصعيدية برشاقة فى التعبير يحسد عليها .. أعتقد أنها لن تكون أخر رواية أقرأها له

16/1/2013