الجمعة، 15 مارس 2013

موعد انتحار ... قصة قصيرة .







( 12 ظهرا)

31/12/2010


اللعنة ما قيمة الحياة وأنا لا أملك من ترفها أي شئ ؟!

ترف ؟!

ما معني تلك الكلمة أصلا طوال حياتي لا أملك حتي ضمان حصولي علي وجبتي اليوم - لا تصدق من يقول أن اليوم يحتمل ثلاث وجبات فهم يا إما ينعمون في خير (مامي) وإما ينعمون في خير (بابي) ليست هناك احتمالات أخري صدقني -.

لا أذكر بالتحديد تاريخ وفاة أبي ولا أذكر حتي ملامحه أما أمي فقد أرتكبت خطأها الأخير بأنها قد أتت بي إلي هذه الدنيا ثم رحلت عني وعنها بلا عودة .

مجرد غرفة حقيرة أعلي عمارة الحاج فهيم في أخرالزقاق وهاتف محمول قد وجدته بجوار خط السكة الحديد أثناء تسكعي المعتاد مع الرفاق في الفقر والمصير من القطط والكلاب الضالة لم أرد علي أي أرقام قد أتصلت علي هذا الهاتف لأني لم أنو إرجاعه لصاحبه وكذلك لم يكن به أي رصيد ، سجلت عليه أرقام معينة علي أمل لا أعرف ماهيته بالتحديد .


الانتحار !

يمكن أن يكون حلا سحريا لكل ما حولي من مشاكل لن يكلفني الأمر مليما واحدا فقط قفزة في ماء النيل علي بعد عشر دقائق مشي من مسكنى ولن أضطر إلي حمل أي هموم من مأكل ومشرب واستريح من النار التي تشعل صدري كلما رأيت الست خديجة الأرملة الفاتنة صاحبة محل القماش أول الزقاق الذي انتقل إليها بعد وفاة زوجها .


ولكن ماذا بعد الانتحار ?! ما هو مصيري الكل يتحدث عن النار في الأخرة واللعنة من الله أما عن الدنيا فلن يهتم أحد بغيابى كما لم يهتم أحد بحضورى سابقا .




( 6 مساءا )


31/12/2010


" كالعادة يا أمين فاشل في أخذ أي قرار حتي قرار النهاية تخاف من إتخاذه علي الرغم من أنك لن تشعر بفرق شاسع قبله أوبعده  بالعكس كما قلت لك منذ ساعات أنك سترتاح من كل آلامك اليومية المعتاده " هكذا حدثته نفسه .

اليوم هو أيضا ليلة رأس السنة والصخب يملأ الشوارع والفنادق العائمة لن يشعر بك أحدا ولن يشعرون بأثر الصوت الناتج عن ارتطام جسدك النحيل بالماء عليك التفكير بجدية .



(12:15 صباحا )


1/1/2011

تبا لهذا السقيع أطرافي تكاد تتجمد وتتشقق وأنا في طريقي الأخير في ميعادي الأخير ، بالتأكيد الأن هناك مولود يصرخ صرخاته الأولي في الحياة وينعم بكل الدفء بالتأكيد أنه سيكون من المحظوظين الذين سيعرفون أن لليوم ثلاث وجبات !

ربما يمارس المعلم فاهيم الحب الأن مع إمرأته الشابه دلال بعد وصلة السباب الصباحية التي يلقيها عليّ وعلى أمثالي من المستأجرين الذين لا يدفعون أجرة المبيت إلا مرة في العام ولا يستطيع طردنا في نفس الوقت بالتأكيد سيفرح برحيلي إلي الأبد !

ربما الست خديجة تراجع حسابات المحل ممسكه بكوب من الشاي الساخن !



(12:30)


1/1/2011



صوت نغمة الرسالة علي هاتفه تخرق السكون المحيط ، يؤجل قرأتها حتي الوصول إلي المكان الأخير له علي الأرض ، يخرج هاتفه ليقرأ نص الرسالة ولا يصدق ما بها - الشركة تهديه نصف ساعة هدية بمناسبة العام الجديد - فكر طويلا بمن يهاتف في هذه الفرصة !


أيهاتف المعلم فهيم ويزعجه في دفئه مع إمرأته ويخبره بحقيقة إتيان محروس صبي القهوة إلي شقته أثناء غيابه !

أم يهاتف الست خديجة ليخبرها بناره وحبه و ولعه بها وبجمالها وأنه علي بعد خطوات من النهاية للأبد !

أم يهاتف صاحب ذلك الهاتف المفقود ليطلب منه العفو قبل الرحيل لعل هذا ينفعه بعد ذلك !

أم يهاتف ذلك الطفل الذي صرخ صرخاته الأولي منذ قليل ليخبره أنه ربما يكون أسعد حظا ممن يعرفون أن اليوم به ثلاث وجبات - لكنه لا يملك رقم الطفل حتي لو أمتلك رقمه هل سيفهمه !؟ -

ما كل هذا الهراء ما أشد الصداع الذي سيفتك برأسي الأن مع برودة الجو .


سأهاتف خديجة هي من أريد أن أسمع صوتها قبل الرحيل وبينما هو يضغط علي زر الإتصال وضربات قلبه تزداد بسرعة وضع السماعة علي هاتفه ليسمع جملة

( عفوا رصيدكم الحالى غير كاف لإتمام المكالمة يرجي الشحن ومعاودة الاتصال)

ينظر في لهفة إلي الساعة ليجدها

( 1:01 صباحا )

1/1/2011




( تمت)



بقلم

الحسين رجب


17/1/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق